responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 145
واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ من ماله فَإِنْ كانُوا اى الاخوة والأخوات من الام أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ بأجمعهم شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ على السوية لاشتراك السبب بينهم ذلك ايضا مِنْ بَعْدِ إخراج وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ يقضى غَيْرَ مُضَارٍّ لورثته بالزيادة على الثلث فعليكم ايها الحكام ان تتخذوا هذه القسمة وَصِيَّةٍ صادرة مِنَ اللَّهِ ناشئة منه سبحانه حسب حكمته المتقنة لإصلاح احوال عباده وَاللَّهُ المدبر المصلح بين عباده عَلِيمٌ بعموم مصالحهم حَلِيمٌ لا يعجل بالانتقام على من امتنع عن حكمه
تِلْكَ المذكورات المتعلقة بأحوال الأموات حُدُودُ اللَّهِ الموضوعة بينكم ايها المؤمنون بالله وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ في امتثال أوامره واجتناب نواهيه وَرَسُولَهُ في جميع ما جاء به من عند ربه من الأمور المتعلقة لتهذيب الظاهر والباطن من الكدورات البشرية والعلائق البهيمية يُدْخِلْهُ الله بفضله ولطفه جَنَّاتٍ هي متنزهات التوحيد الا وهي اليقين العلمي والعيني والحقي تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ انهار المعارف الجزئية الجارية من عالم الغيب الى عالم الشهادة وهم لا يتحولون عنها بل صاروا خالِدِينَ فِيها ابدا وَذلِكَ اى الخلود في متنزهات الشهود هو الْفَوْزُ الْعَظِيمُ والفضل الكريم طوبى لمن فاز من الله به
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ بإنكار الأوامر والإصرار على النواهي وَرَسُولَهُ بالتكذيب وعدم الإطاعة وانواع الإيذاء وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ المشروعة الموضوعة بين عباده يُدْخِلْهُ الله بمقتضى اسمه المنتقم ناراً هي نار البعد والطرد عن كنف جواره وعز حضوره فصار خالِداً فِيها ابدا وَلَهُ بسبب عصيانه وإصراره عليه عَذابٌ مُهِينٌ يبعده عن ساحة عز الحضور والقبول. أدركنا بلطفك يا خفى الألطاف ثم لما بين سبحانه احكام المواريث واحوال المتوارثين وعين سهامهم وأنصباءهم أراد ان يحذر المؤمنين عن الزنا التي هي هتك حرمة الله الموضوعة بين الازدواجات الحبية الإلهية واختلاط الأنساب المصححة للاحكام المذكورة وبالجملة هي الخروج عن مقتضى السنة السنية الإلهية التي قد سنها بين عباده على مقتضى الحكمة المتقنة الصالحة المصلحة لأصل فطرتهم التي هم خلقوا عليها وجبلوا لأجلها إلا وهي التحقق بالتوحيد الذاتي والزنا انما يتصور بين المرأ والمرأة الاجنبية المحرمة لذلك قدم سبحانه امر النساء وبين احكامهن وأحال حكم الرجال على المقايسة لقباحتها وشناعتها كأنه استبعد سبحانه عن عقلاء اهل الإسلام أمثال هذه الجرائم والآثام الا من النواقص ولأنهن في انفسهن شباك الشياطين يصطادون بهن ضعفاء المؤمنين بل أقوياءهم ايضا على ما نطق به حديث النبي صلوات الله على قائله ما ايس الشيطان من ابن آدم الا ويأتيهم من قبل النساء
فقال وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ اى الفعلة القبيحة التي هي الزنا وهن مِنْ نِسائِكُمْ وفي حجركم ونكاحكم فاخبرتم بها العياذ بالله فعليكم في تلك الحالة ان لا تبادروا الى رميها ورجمها بل فَاسْتَشْهِدُوا واطلبوا الشهداء من المخبر ليشهدوا عَلَيْهِنَّ بالزنا والمعتبر ان تكون الشهود أَرْبَعَةً مِنْكُمْ من عدول رجالكم بشرط ان لا يسبق منهم ترقب وتجسس بل وقعت منهم النظرة بغتة على سبيل الاتفاق فيرون ما يرون كالميل في المكحلة مستكرهين مستقبحين فَإِنْ شَهِدُوا هؤلاء الشهود هكذا على الوجه المعهود فعليكم ايها المؤمنون المستحفظون لحدود الله ان لا تضطربوا ولا تستعجلوا في مقتهن واخراجهن بل عليكم الإمساك فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ التي أنتم فيها بلا مراودة إليهن كيلا يلحق عليكم باخراجكم اياهن عار آخر بل اتركوهن فيها حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست